((كيف تكتسب الخلق الحسن فالأخلاق الحسنة هي الجزء الأخير؟؟؟؟))
ما هي طرق اكتساب الأخلاق ؟؟
أختى الفاضلة . . . هنا سؤال قد يدور في خاطرك...
وتقول : كيف أكسب الخلق ؟
أو ما هي طرق اكتساب الخلق الحسن ......؟
أقول لك ما ذكره ابن عثيمين رحمه الله في كتابه مكارم الأخلاق ،قال رحمه الله:
ويستطيع الإنسان اكتساب مكارم الأخلاق وذلك عن طريق
الممارسة والمجاهدة والتمرين فيكون الإنسان حسن الخلق
بأمور منها:
1. أن ينظر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ينظر النصوص الدالة على مدح ذلك الخلق العظيم الذي يريد أن يتحلق به..
انظر إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير : فحامل المسك إما أن يبيعك وإما أن يحذيك ، وإما أن تجد منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة )) .
2. أن يصاحب من عرفوا بحسن الخلق ، والبعد عن مساوئ الأخلاق ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل)).
3. أن يتأمل الإنسان ماذا يترتب على سوء الخلق.....
فسيئ الخلق ممقوت . . سيئ الخلق مهجور . . سيئ الخلق مذكور بالذكر القبيح ، فإذا علم الإنسان أن سوء الخلق يفضي به إلى هذه ؛ فإنه يبتعد عنه.
4. أن يستحضر الإنسان دائماً صورة خُلق النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أنه كان يتواضع للخلق ويحلم عليهم ويعفو عنهم ويصبر على أذاهم ، فإذا استحضر الإنسان أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه خير البشر وأفضل من عبد الله تعالى هانت على الإنسان نفسه وانكسرت صولة الكبر فيها ، فكان ذلك داعياً إلى حسن الخلق ) انتهى كلامه رحمه الله .
وهنا طرق أخرى لاكتساب الأخلاق ، فمنها:
أ. التدريب العملي والرياضة النفسية
ب. الحياة في بيئة صالحة
ج. التعرف على قواعد الأخلاق وعلى أهمية الأخلاق الحسنة
د. التعرض لتربية المربين وقبول ما عندهم من الخير ومكارم الأخلاق
أيها الأخ الحبيب . . إنني أعني نفسي وأعنيك في هذا الخطاب
ولست أعني أحداً آخر:
أيها المعتني بتزيين ظاهره والغافل عن حقيقة باطنه.
أيها الملمّع يديه ووجهه ، ماذا صنعت بقلبك ؟
أيها المنظّف ثوبه ، هلاّ نظّفت طويّتك ودخيلة نفسك
وطهّرتها !!
أيها الملمّع حذائه ، والغافل عن نفسه وقلبه !! هلاّ تذكّرت نفسك
وقلبك!!
أيها المتطيّب في الظاهر ، هل تطيّبت في الباطن أيضاً ؟ حتى لا
تكون ذا وجهين!!
وماذا يفيدك طيب المظهر مع فساد المخبر ؟!!
أيها المتجمّل للناس ، هلاّ تجمّلت لرب النّاس!!
أيها المزكّي نفسه عند النّاس ، هلاّ زكيت نفسك لله!!
أيها المصلح أمر دنياه ، هلاّ أصلحت أمر آخرتك!!
أيها الباني له داراً مؤقتة هنا ، هلاّ بنيت لك داراً هناك مؤبدة في
جنات عدن ، عند مليك مقتدر!!
ما الذي يذكّرك دنياك ، وينسيك آخرتك ؟!!
هل انعكس عليك الأمر فظننت أن الدنيا هي المؤبدة والآخرة هي المؤقتة !!؟
أم أنت في شك من يوم القيامة ، فلم تؤمن به إيمانك بالحياة
الدنيا الفانية ؟!!
ألا ما أعظم الغفلة ؟!! وما أدهى المصيبة ؟!!
فهل أعزّيك ؟! وماذا ينفع العزاء في هذه الحال ؟
إنه لا يملك قريب ولا بعيد أن يواسيك في هذه المصيبة إلا بأن
يدلّك على الدواء ، ويبصّرك بهذه المصيبة التي
دونها كل المصائب ، ويدلّك على الطريق . . يذكّرك . . يعظك .
. يزجرك . . يحذّرك . . فذلك هو الصديق الصادق ، والله يصلح
حالنا وحالك في الظاهر والباطن ، وفي الدنيا وفي الآخرة .